الجمعة، 20 مارس 2009

بووووووووووووسطة



عام كامل مر على رحيلها .. منذ أن أوصلها إلى المطار لتقوم بزيارة سريعة - على حد قولها - إلى أسرتها فى ذلك البلد الأوربي البارد. عام كامل مر على إنقطاع أخبارها تماماً .. كل أرقام هواتفها في بلدها لا تعمل .. لم ترد على أى من خطاباته .. عام بلا شئ.
عام كامل لم يتوقف عن الذهاب إلى مكتب البريد ليسأل عن خطاب طال إنتظاره له .. والنتيجة دائماً لا شئ. يتذكرقصة الحب الطويلة التى جمعتهما والتي قد كللت بثلاثة أعوام من الزواج السعيد .. يتذكركيف كان الجميع يعارضونه في هذا الزواج نظراً لأختلاف العادات والتقاليد بين مجتمعنا الشرقي وبين مجتمعها الأوربي المتحرروكيف إستسلم الجميع ورضخوا أمام إصراره ..يتذكر إبنه الجميل كالبدر والذي أخذته معها لكي يراه أهلها ..يتذكر دموعها في المطار وقولها له بأنها سوف تفتقده كثيراً و أنها ستعود بأقصى سرعة ممكنة .. أيام وأيام مرت بلا أدنى شئ منها .. يتذكر محاولاته المضنيه لمعرفة أسباب إختفائهاوالتي قد كانت كلها بلا فائدة ..
ينتبه على طرقات لحوحة على باب شقته ... يشعر بعدم الرغبة فى الحركه ولكن الدقات تزداد بإصرار يدفعه للنهوض بتكاسل والتحرك بإتجاه الباب .. وعلى الباب وجد شخصاً بدا له مألوفاً ...
مساء الخير يا أستاذ .. إنت مش عارفنى ؟
- مين حضرتك.
- أنا موظف مكتب البريد. الجواب اللي حضرتك بتسأل عنه من فتره كبيرة وصل وانا جبتهولك.
بلهفه ما بعدها لهفة مد يده ليختطف الخطاب الأنيق ويفض مظروفه بسرعة كادت تمزق الأوراق التى بداخله ...
كان خطاباً رسمياً من السفارة المصرية في بلد زوجته الأوربي
السيد ......
بعد التحية
نحيط سيادتكم علماً بأن السيدة ...... قد حصلت على حكم قضائي بالطلاق منكم طبقاً للقوانين ال..............................
لم يستطع أن يكمل قراءة الخطاب فقد مادت به الأرض وإغرورقت عيناه بالدموع.

هناك تعليق واحد:

وتمضى الايام يقول...

لامة مؤمنةخيرا من مشركةولواعجبتكم صدق الله بقوله انافعلا صادفت ناس بتعانى نفس المشكلةوبيعانوا من الخوف ان اولادهم يبعدوا عنهم والله المستعان